بدون مقدمات او سلامات و بدون اى حاجة فى
البداية.
اصلى انا و اعوذ بالله من كلمة انا ، من
الشباب المنفسنة و اللى مش بتحب الخير لحد و ده باختصار قبل ما ابتدى.
سؤال تبادر على ذهنى خاصة بعد الثورة ، هو
ليه اى حد من الشباب الثورجية اللى كانوا بيطلعوا على الشاشة الفضية و ربنا مديهم
حنجرة لولبية حلزونية مهلبية ، لما بيكتبوا اى تعليق هايف على الفيس توك تلاقى
مئات التعليقات على كلامهم بالحكمة و المنطق العاقل و الناضجة الفكرية
عايزين تعرفوا ازاى ، اقولكم ازاى؟ معلش اصلى
برده منفسن.
يعنى لما واحد يكتب "انا باكل
دلوقتى" ، تلاقى مليون رد عن حكمة الاكل فى هذا التوقيت و فايدة اللغوصة
باليد و هذا يدل طبعا عن الوطنية المطلقة.
و لما واحد يكتب " انا مروح
دلوقتى" يا خرابى تحس ان عربية افرح بتاعت الكاكولا ماشية فى الشارع ،و
التعليقات ايه بالشيكارة "هو انت فين بالظبط" ، "انا شوفتك بس
اتكسفت اسلم عليك" مع انه ممكن يكون قاعد فى المرحاض العمومى وقتها ،ولا
"هاى يا جماعة انا معجبة بيك جدا بس اوعى تعملى اضافة لانى مش بحب اضيف صبيان
امضاء نونا العاشقة" ، ولو ولد بيعلق عند بنت "بسم الله ماء شاء الله
ايه الصورة الجامدة،انا مش بعاكس بس بجد و نعمة النضال من اجل الحرية" و تكون
هى متصورة اصلا فى مصيف و تبقى شبة اخوة مودى الصايع.
و التالت اللى لما يبقى نرفوز يكتب" تيت
تيت تيت" و تلاقى البنات بكل برأة ترد عليه "عيب عليك كده هتزعلنى منك
خالص مش قوتلك مليون مرة و احنا فى كافية ستار بط و وز تبطل الالفاظ دى" قال
ايه بتقول بكل طبيعية و هى فى الاصل عايز تغيظ البنت بتاعت اعتصام صفط اللبن و
تعرفها انهم بيخرجوا مع بعض.
أما على الجانب الاخرى عمرك ما تلاقى نصف قرد
"عفوا قصدى فرد" ترك رد او اعجاب لاى شخص ربما يكتب كلمات تمس العقل و
القلب معا، لانه بصراحة عيب قوى، ازاى واحد فى هذه المكانة ويرد على واحد عنده
عشرين صديق بس و انا عندى نص مليون صديق ، طيب بالزمة عايزه يرد على هذه القلة من
الكائنات الفضائية الموجودة على الفيس توك، حيث ان الناس جميعا ترى مايكتبه الراعى
الاكبر و الاول للفيس توك و الاقوى فى تقوية العلاقات الاسرية بين اصدقاه على
الصفحة مع انه ممكن تكون نفس المقالة او الفيديو عن الاتنين.
فبمنتهى الصراحة المطلقة ، كثيرا ما ارى
الوجه الحقيقى للمجتمع المصرى على الفيس بوك ،و الذى يعتمد فى المقام الاول على
النفاق و الرياء بين افراده و الذى نشأ منذ عقود طويلة و الذى كائنا طفيليا ملازما
للفساد و الديكتاتورية و اصبح فى مجرى الدم سواء كانت طبيعة هذا الشخص ،و لكن
الاختلاف هنا ان ما كان يقوم به النظام الراحل يعتمد فى المقام الاول على النطق و
السمع ،لكن مجتمع الفيس بوك اعتمد على الكتابة و رؤية العين فمن الصعب ان تحدد
كاتب ذلك او تلك يقول الحقيقة ام ينفاق من اجل الوصول الى اغراضا تحملها افكاره
الكامنة ، فالكتابة مجردة من المشاعر التى تظهر على الانسان الا فى الرويات ،
فاصبح هذا المجتمع ملئ بالغرائب و العجائب التى لا نجد لها تفسير حتى الان.
فى النهاية اللى عايز يشتمنى يتفضل ،و اللى
عايز يشوهنى يتفضل لانى اصلا تخين جدا يعنى متشوه خلقه.
فبهذه الكلمات اعود الى التدوين مرة اخرى مع
بيجاسوس المصرى
معتز شلبى