فى يوم من ايام رمضان الجميلة و التى يملئها الصفاء و النقاء بل كان من أسعد الايام التى قضيتها فى رمضان لاننى مازالت فى اجازة عن المذاكرة و المدرسة بل ابلغنى ابى ببشرى تتكلم عن مجئ رمضان فى الاجازة لسنوات قادمة فأنها مجرد بداية له ، ففى العام القادم سيكون كله فى الاجازة و سوف اخرج و العب و افرح مع اصحابى فى منطقتنا الشعبية الجميلة و معها يزداد الحلم كل يوم بأن أكون مثل والدى رئيسا لمصلحة أو وكيل وزارة فبالرغم من صغر سنى و الذى يتجاوز الثمانى اعوام فاننة احلم بها دائما و أقوم بتمثيل هذا بأدقان على زملانى بينما لا احب ان اكون صاحب عربة اجرة او سائقا عليها حتى و لمدة لحظات ، فانه بالفعل عمل ابى الاخر بعد الانتهاء من عمله الحكومى و الذى كنت اكره لدرجة لا يتخيلها احد.
كان ابى يقول دائما :- لقمة العيش بتحب التعب .... علشان كده لازم نجرى وراها دايما
فبالرغم من محاولتى لفهم ما يقول ، لكننى لم استطيع ان افهم ماذا يقصد من ذلك . فكانت كل احلامى هى اللعب و اللهو مثل اى رجل فى سنى و هنا اؤكد رجل و ليس طفل كما يدعون علينا
ففى هذا اليوم بالتحديد اصرت امى على عدم الذهاب الى الخارج و اللعب بالكرة التى اشترها لى ابى هذا العام بعد نجاحى و حصولى على المركز الاول من بين زملائى إلا و حرمتى من الذهاب الى جدتى لمدة اسبوعين و التى تحبنى اكثر من امى فكانت تغمرنى بالحلوى و القبلات مع كل زيارة فهى تحبنى كاننى ابنا لها بل اكثر من ذلك
صعدت مسرعا الى سطوح بيتنا و أخذت العب و العب بكرتى المطاطية حتى تعبت ، فجلست لارتاح قليلا و فبدأت احلم كعادتى بأننى البطل الخارق سوبر مان الذى يحطم الحجارة و الجبال التى تحيط بيتنا من كل جانب حتى اخلص أبى و امى من الخوف المستمر لهم ، فسبحان الله الحصى الصغير الذى ارميه على اولاد السوء فى المنطقة ما هم إلا صغار مثلى تماما ، فبالتاكيد هذه الجبال هى ابائهم و امهاتهم.
يالها من فرحة انه صوت سيارة ابى الاجرة ، اننى اسمع صوت المنبه يأتى من اخر الشارع فأنا ذاهب اليها.
ما هذا النور ؟ و من هم الذين يحملونى؟ ... انهم اناس ينيرون المكان و لكنم ليسوا ببشر و يطيرون بأجنحه جميلة ... فمن
أنتم؟ و اين ابى و امى؟ و اين انا؟ و أين كرتى؟
فهل انا مازالت فى بيتى ام فى مكان اخر؟
المكان :- الدويقة
الزمان السبت 9/6/2008