فالاول قبل ان أبدء فى حدوته اولاد الحته اعتذر لزملائى اللى علقوا لانى غليت البوست بعد وفاة الزميلة شيماء بيومين و قد أعدت نشره مره اخرى
و هنحكى على ولاد الحته وهنقول كل حاجة بتحصل فى الحته و بين الحوارى و البيوت و هنقول كتير و هنقول عن وفى منها الحقيقية و فى منها من وحى الخيال بس يارب تعجبكم و مستنى رأيكم ادام سيبر الحته
الشعب فى كارتونة
فى كل مرة بنزل فيها أحب أروح أقعد على المقهى الشعبى الموجود ببلدى و تلاقى أشكال وألوان كتيرة ، إيشى سواقين و إيشى عمال بألاجرة و إشى شباب من كتر البطالة قاعدين يعدوا اللى داخلين و اللى طالعين.
أخدت كرسى على الناصية و طلبت سلطانة المزاج بتاعة كل يوم بس أوعوا تفتكروا حاجة غلط دى كباية شاى حبر صعيدى و سندوتشين فول علشان أعرف أتيس بقية اليوم ، و زى كل يوم وصل عم حرنكش هو و صاحبته عزيزه و برده لسه نازل ضرب فيها، أصل عزيزه حماره حماله أسيه بتنضرب و ما تقولش لا أبدا
عم حرنكش عنده 70 سنة و بيشتغل من 55 سنة فى جمع الورق من الزبالة و الكراتين اللى فى الشوارع من الصبحية لحد المغربية ، المهم سلطانة المزاج راحت وطارت لان عم حرنكش أكل الفول و حبس بالشاى و قال أيه أبقى أدفعلى الحساب المتأخر عليا و قعد يشتكى همه و يتكلم ويقول عاللى فى قلبه : الناس يا جدع بقت شكلها بتأكل الورق و الزبالة و مش لاقى حتى ورقه و لا شيكارة عليها القيمة
قلتله: ياعم حرنكش شكل البيئة بتشيل الفضلات بتاعتنا و كتر الله من أمثالهم
فرد عليا بضحكة كبيرة بس فيها حزن شوية : تعرف يا ابنى أنا كنت أعرف حال الشعب من الكارتونة أو الشيكارة اللى بشلها كل يوم
فأندهشت و أخدتنى الفلسفة مع عم حرنكش و قعدت أسمع بقية كلامة
كمل و قال : زمان لما كنت أروح أشيل كارتونة من أدام بيت أو مقلب زبالة كانت تطلع كارتونة شيبسى ولا كا رتونة بسكوت أو كراتين أكل عجيبة و كنت الآقى شكاير الاسمنت بالكوم و محدش راضى يخدها ، أما دلوقتى الدنيا أتغيرت و بقت عجيبة بجد دة انا لو لقيت كارتونة واحدة فى الشارع ممكن أعمل فرح بها و أغلب الكراتين مكتوب فيها كلام مش مفهوم ، يعنى مش زى اللى فى الجرانين
و جرى عم حرنكش على العربية يجيب كام كارتونة و قال أيه أنا المثقف بتاع الحته و ممكن أقوله دى بتاعت أيه ، رجع بعد دقايق و أدانى أول كارتونة و قالى أنه بيشيل منها كتير جدا كل يوم و بكميات كبيرة و زى ما بيقول عمنا صلاح جاهين (خدنى العجب) اول ما شوفتها
تعرف يا عم حرنكش الكارتونة اللى مكتوب عليها بالانجليزى دى تبقى بتاعت شركة مستر سرور بتاع حدوته أكياس الدم الملوثة ........ الحمد لله الشعب كله بقى مريض و كمان بيتنقله الدم بالاكياس النظيفة والامنة
ما علينا الكارتونة التانية طلعت بتاعت دوا قلب و التالتة بتاعت ادوية سكر و الرابعة بلاش احسن اقول كانت بتاعت ايه علشان بصراحة عيب قوى و الحمد لله عم حرنكش جابلى المرض و أنا قاعد معاه و لله الحمد الشعب بقى مريض كوكتيل بجميع الوانه المتعددة
و لفيت وشى لعم حرنكش و قولتله: انبسط ياعم حرنكش الشعب كله بقى مرضان عنده أمراض الدنيا كلها ، خليك تشتغل ياباشا و تأخد الكراتين من أدام المستشفيات ببلاش بس عايز اخدلك صورة أنت وعزيزة و الكارو مليانة بالكراتين دى
لقيته زى القرد قام بيجرى على العربية و اختفى من ادامى فى أقل من الفينو ثانية ، قال ايه خايف أحسن الناس تشوف صورته فيتحسد فيبقى حاله زى حال الشعب فى الكارتونة ولا يبقى من رواد الكراتين دى
بالزمه و على رأى عم حرنكش الناس زمان كانت تضحك و تشترى و ماكنش عندهم أى مانع او يعرفوا حاجة أسمها حزن و دلوقتى الناس بتبكى و الجيب بقى فاضى من كل حاجة حتى من أزأزت اللب و نهاركم بصل و كارتونه و فجل